08 - 05 - 2025

مؤشرات | أمن وسلامة الناس له ثمن كبير

مؤشرات | أمن وسلامة الناس له ثمن كبير

مرت الاحتفالات بعيد القيامة ومن بعده "شم النسيم"هذا العام بهدوء وسلام ودون دماء وأعمال عنف وقتل على أيدي القتلة والإرهابيين، ولاشك أن هذه ضربة قاتلة لكارهي الأمن والإستقرار لهذا البلد، وفي المقابل فرحة للناس الطيبين في مصرنا.

صحيح أن الناس اشتكت من الإجراءات الأمنية المشددة والتي اتخذتها أجهزة الأمن وقوات الجيش في العديد من الشوارع بمختلف المدن على مدى أسبوع، والتي جاءت على أعصاب الجميع، إلا أن كل شئ له ثمن خصوصا إذا تعلق الأمر بالأمن.

فما حدث في السنوات الماضية وعلى مدى أكثر من أربع سنوات من إرهاب وعنف، وضع قضية أمن الناس وحياتهم على قائمة الأولويات، ولايمكن وزن الأمن بأي ثمن مهما كانت الضغوط.

وعلى مدى السنوات السابقة من 2014 وحتى العام 2017 راح أكثر من 1400 شهيد مدني ضحايا للإرهاب الأسود، بخلاف الشهداء من الشرطة والجيش، إلى جانب2323 مصاباً ؤبينهم 452 ضابطاً، و846 فرداً، 1021مجنداً، و4 موظفين مدنيين.

وهذه الأرقام مجرد مؤشرات على خطورة ما جرى في السنوات الماضية، والذي تطلب إجراءات أمنية أكثر دقة، وتتضاعف عشرات المرات في المناسبات والأعياد، ولها خصوصية شديدة في أعياد المسيحيين، ومن هنا جاء هذا التكثيف الأمني الذي شهدته البلاد وخصوصا العاصمة والمدن الكبرى على مدى اسبوع كامل.

وإذا ما رجعنا إلى لغة الأرقام، فإن العمليات الإرهابية كبدت مصر خسائر اقتصادية فادحة، في العام 2015 وحده فقط نحو 50 مليار جنيه، وفي قطاع الطاقة لوحده كانت الخسائر أكثر من ملياري جنيه، وفي السكك الحديد مليار جنيه، وكان قطاع السياحة والإستثمار الأكثر تضررا، والذي خسره وحده حوالى 40 مليار جنيه، فيما هرب العديد من الإستثمارات خارج الدولة مكبدة العديد من الخسائر.

وهذه المعلومات ليست إلا أمثلة أمثلة على ما أصاب مصر من خسائر بسبب الإرهاب والذي كان من المهم مواجهة شاملة، واتخاذ العديد من عمليات التأمين الشامل لحماية أمن وسلامة المواطنين والوطن، وما جرى في الأيام الأخيرة، وإن كان مزعجا للناس فإن النتائج أكثر أهمية، ووفرت قدرا أعلى وأكثر من الأمن والسلامة لكل المحتفلين بعدي القيامة المجيد ويوم شم النسيم في ربوع مصر.

ويبقى أن نقول أن مثل هذه الإجراءات الأمنية ستعزز من موقع مصر على مؤشر الإرهاب العالمي لمعهد "الاقتصاديات والسلام" الأسترالي ، والذي وضعها في المرتبة الـ11 من بين163 دولة بنسبة بلغت 7,17%، في عام 2017، وذلك بسبب ارتفاع عدد الحوادث الإرهابية في مصر خلال عام 2016، بزيادة 9 مرات عن الأعوام السابقة، مع وقوع 261 حادثا أدى إلى 293 قتيلا و376 مصابا، إلا أنه وفي ضوء تعزيز الأوضاع الأمنية في العام 2017 وتكثيفها في العام 2018، سيُرقي من مكانة مصر على مؤشر معهد "الاقتصاديات والسلام".

وأعتقد أن ما جرى في الأيام الأخيرة يؤكد على أن توفير الأمن والسلامة أعلى كثيرا من أية أمور أخرى، حتى تتطهر البلاد من كابوس الإرهاب والتطرف، ومن المهم أن ندرك أن في مرحلة "الحروب"، هناك ثمن اقتصادي واجتماعي يدفعه البشر.

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | ثقوب مميتة من حادث غاز الواحات والبنزين المغشوش